مَا مِنْ بَاحثٍ أو كاتبٍ غير مدركٍ أهمية التدقيق اللغوى لما يكتبه‘ سواء استعان بمدققٍ محترف أو دقّقَ عملَه بنفسه‘ فلا غنى لكاتبٍ عن إجراءِ هذا التدقيق؛ فغالبًا ما ينشغل ذهنُ الباحثِ أو الكاتب بالفكرةِ التى يسعى خلفها، ليترك وراءَه خطأ نحويًا أو إملائيًا يُعيبُ عملَه وينتقصُ مِنْه‘ وربما كان الباحثُ من أهلِ العلومِ التطبيقية، الذين تشغلهم النواحي العملية عمََّا سواها من علومٍ واهتمامات؛ فلا تكون اللغة جزءًا من أولوياته العلمية أو الشخصية؛ فعَالِمُ الكيمياءِ‘ أو متخصص البرمجيات ليس مطالبًا بأن يكون لغويًا‘ ولا يعيبه عدم تمكنه من فنون اللغة‘ لكنه ونظراءه مطالبون بضبطها، أيَّا كانت تخصصاتهم حين يكونوا فى موقع الكاتب.
وقد ينضم إلى هؤلاء عدد غير قليل من الجامعيين والموظفين الذين تتطلب أنشطتهم صياغة لبعض الأبحاث، أو التقارير أو الدراسات، هؤلاء جميعًا لابد وأن تكون اللغة أداتهم فى صياغة تلك الأعمال‘ بغض النظر عن طبيعتها وما تنتمى إليه من ألوان العلوم؛ فاللغة هي الأداة التى يُستعان بها فى توصيل الفكر – كل الفكر- أو شرحه‘ أو مناقشته‘ أو حتى مجرد عرضه.
وفى هذا القسم سوف نحاول طرح بعض الموضوعات التى كَثُرَ فيها الخطأ وشَاع، حتى اختلط علينا أمر سلامتها اللغوية، سائلين الله التوفيق فى ذلك، وأن يفتح علينا بما ينفع الناس.
- الدرس الأول: مواضع كسر همزة إنََّ