تخضع البحوث فى تصنيفها إلى عدة معايير، فإذا صنفت على أساس التخصص وطبيعة الموضوع؛ قسمت إلى بحوث اجتماعية، أو قانونية، أو علمية بحتة، ....، وإذا صنفت بحسب الهدف قسمت إلى بجوث أساسية (نظرية) وبحوث تطبيقية، وإذا صنفت بحسب المناهج (الأساليب) المستخدمة قسمت إلى بحوث تاريخية، بحوث وصفية، بحوث تجريبية، وهناك المنهج الاستقرائى الذى يستخدم فى الأبحاث المتعلقة بالعلوم الفيزيائية والرياضية؛ لما يتميز به من دقة تحليل المشكلة وأبعادها.
هذا بخلاف أنواع أخرى من البحوث مثل البحوث الأكاديمية لطلاب الدراسات العليا، وبحوث هيئة التدريس ..
وفى هذا الموضوع نتناول البحوث بحسب الهدف، والبحوث بحسب المناهج (الأساليب) باعتبارها أهم أنواع البحوث العلمية.
تُصنَّف البحوث بحسب الهدف إلى:
البحث التطبيقي
تتعلق هذه البحوث بالأغراض العلمية التى تهدف إلى تطبيق النظريات والمعارف العلمية المؤكدة بشكل مباشر وبصورة واقعية؛ من خلال تنفيذ بعض النشاطات العلمية ويستخدم هذا النوع من الأبحاث مجالات مثل الصحة والتعليم.
البحث النظرى
تهدف إلى الوصول إلى حقائق وقوانين علمية ونظريات محققة، وهو ما يهدف إلى تحقيق التنمية في المعرفة العلمية بشكل أوسع بغض النظر عن التطبيق من عدمه.
وتنقسم البحوث بحسب المناهج (الأساليب) إلى:
بحوث تاريخية وبحوث وصفية وبحوث تجريبية
1- البحث التاريخي
الهدف من هذه الأبحاث تسجيل جميع الوقائع والأحداث التي انتهت في الماضي، بالإضافة إلى تحليلها وتفسيرها وتعميمها على الحاضر؛ حتى يسهل علينا فهم الأحداث المعاصرة، وقد ينتج عنه التنبؤ بأحداث المستقبل.
2- البحث الوصفي
يستخدم هذا النوع من الأبحاث فى وصف الأحداث أو الظواهر المتعلقة بموضوع معين، لذلك فهو مرتبط بالعلوم الاجتماعية، التى تدرس ظاهرة معينة تحتاج إلى وصف الظروف التي لها علاقة بهذه الظاهرة بشيء من التفصيل. ومن ثم جمع الحقائق في البداية، ووضع تقارير أو نتائج نهائية كاشفة تساهم فى اتخاذ القرار المناسب.
3- البحث التجريبي
يقوم هذا النوع من أنواع البحث العلمي على التجريب والملاحظة ووضع الفروض العلمية، والتحقق من مدى صدقها والعمل على ضبط كل المتغيرات.
خطة البحث
هى مقترح يستعرض فيه الباحث العناصر اللازمة لتحقيق الغرض من البحث من خلال خطوات منظمة. وتعتبر خطة البحث من أهم مراحل إعداد البحث وتوجيهه، لذلك فإنها تحتاج إلى الكثير من الجهد والتجهيز.
وتشمل أهداف خطة البحث على:
- وصف إجراءات تنفيذ الدراسة ومتطلباتها.
- توجيه خطوات الدراسة ومراحل تنفيذها.
- وضع إطار تقييم وتقويم الدراسة بعد انتهائها.
خطوات إعداد البحث العلمي
ليس فينا من لم يتبع خطوات البحث العلمى يوما ما، فجميعنا اتبعها دون إرادة منه وهو فى طريقه إلى اكتشاف الأشياء وطبيعة الأمور من حوله عندما كان طفلا يسعى بفطرة خالصة إلى تكوين خبراته ومعارفه الأولية، فكلنا جرب، وكلنا تساءل، وكلنا توصل إلى نتائج..
فتحديد مشكلة البحث يأتى من التساؤل:
فكيف، ومتى، وأين، ولماذا، وماذا، وكيف؟ كلها أسئلة عادة ما تكون فى أغلبها نقطة البداية لمعظم الاكتشافات الجديدة، فطريق البحث يبدأ بسؤال، وهو فى البحث العلمى "مشكلة البحث" ..ربما كان عن شيء نريد له تفسيرا، أو مشكلة نريد لها حلاً.. غير أن خصوصية السؤال فى البحث العلمى تأتى من كونه سؤالاً يصلح لأن يكون منطلقا لبحثٍ علمي؛ ينتظر منه الإتيان بإضافة جديدة، وليس مجرد سؤال، فتحديد الفكرة التي نريد العمل عليها، أو المشكلة التي نسعى لإيجاد حلٍ لها، أيا كان نوعها، يتطلب أن يكون السؤال المطروح شيئًا قابلًا للقياس.
المقدمة
المقدمة من أساسيات البحث، ولها من الأهمية ما يفوق نسبة ما تمثله من أوراقه، فهى مرآة البحث وعنوان محتواه، ويجب أن تضمن على تعريف واضح بالبحث ومشكلته ونمهجه، ولابد وأن تكون مختصرة فى كلماتها غنية بمضمونها، وتأجيل كتابة المقدمة حتى الانتهاء من البحث من الأمور المستحسنة؛ حتى يتسنى للباحث أن يعرض فكرته بوضوح وإلمام.
ذكر أهداف البحث
لا شك أن ذكر أهداف البحث هو بيت القصيد الذى يبين الهدف من هذا البحث.
فرضيات وتساؤلات البحث العلمي
عادة ما تُستخدم الفرضيات في الأبحاث العلمية، بينما تُستخدم التساؤلات في الأبحاث الاجتماعية، وكلاهما تكهن مدروس. ومن ثم يبدأ الباحث بافتراض إجابات لها بعد اطلاعه على ما أتيح له من معلومات، فالفرضية هي محاولة للعثور على رد للسؤال وإيجاد حل للمشكلة مع تفسير يمكن اختباره.
البحث عن المعلومات
تنقسم رحلة البحث عن المعلومات من مصادرها إلى جزأين هما:
- الكتب، المراجع، المقالات، النشرات العلمية وأقوال الخبراء بعد التأكد من مصادرها.
- عينات الدراسة التي تناسب مادة البحث.
تحليل البيانات والاستنتاجات
بانتهاء رحلة جمع البيانات أو انتهاء التجربة يقوم الباحث بجمع النتائج وتحليلها؛ للتحقق مما إذا كانت تدعم فرضيته أم لا. فإذا ما جاءت النتائج غير داعمة للفرضية المطروحة، يقوم الباحث بتسليم نتائج تجربته، ثم يعود لتعديل التجربة، أو إنشاء فرضية جديدة أو تنبؤ جديد استنادًا إلى ما لديه من معلومات توصل إليها خلال تجربته؛ بعد معرفة أسباب عدم صحتها.
صياغة البحث العلمي
تبعد أن ينتهى الباحث من تحليل بياناته وينتهى إلى نتائج يبدأ فى صياغة كل ذلك وفق ما توصل إليه من معلومات من خلال المنهج الذى يراه مناسبا لبحثه، فى أبواب وفصول ومباحث منظمة.
تلخيص النتائج
يعد تدوين النتائج والتي ينبغي أن تكون واضحة، يقوم الباحث بسرد ما توصل إليه من نتائج، وتعتبر هذه الخطوة من أهم خطوات البحث.
اقتراح التوصيات
وأخيرا يقوم الباحث بسرد ما توصل إليه من اقتراحات وحلول للمشكلة التي تناولها فى بحثه.
واقرأ أيضا: مبادئ البحث العلمي .. مفهومه وخصائصه